Thursday, September 3, 2020

مختارات من صحيح البخاري

 

     عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا )) .

 

    عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا )) .

 

   عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ : ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ (( اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ ))  .

 

   عَنْ أَنَسٍ ابن مالك رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثًا .

 

    عَنْ أَبِي هرَيْرَةَ رضي الله عنه  قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْسَاهُ قَالَ (( ابْسُطْ رِدَاءَكَ )) فَبَسَطْتُهُ قَالَ فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ ضُمَّهُ فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَه  .

 

    عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (( إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ ))

 

    عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَمَضْمَضَ بِهَا وَاسْتَنْشَقَ ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَجَعَلَ بِهَا هَكَذَا أَضَافَهَا إِلَى يَدِهِ الْأُخْرَى فَغَسَلَ بِهِمَا وَجْهَهُ ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُمْنَى ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُسْرَى ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَرَشَّ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى حَتَّى غَسَلَهَا ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً أُخْرَى فَغَسَلَ بِهَا رِجْلَهُ يَعْنِي الْيُسْرَى ثُمَّ قَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ .

 

      وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَلَكِنْ عُرْوَةُ يُحَدِّثُ عَنْ حُمْرَانَ فَلَمَّا تَوَضَّأَ عُثْمَانُ قَالَ أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا لَوْلَا آيَةٌ مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ يُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُصَلِّي الصَّلَاةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ حَتَّى يُصَلِّيَهَا قَالَ عُرْوَةُ الْآيَةَ (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ )) .

 

     حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنْ الْمِطْهَرَةِ قَالَ : أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (( وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ )) .

 

      عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَانَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَالْتَمَسَ النَّاسُ الْوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْإِنَاءِ يَدَهُ وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُوا مِنْهُ قَالَ فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ .

Wednesday, September 2, 2020

فوائد حديث لا تحقرَن من المعروف شيئا

 

     عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْقٍ))؛ رواه مسلم (1).

 

يتعلق بهذا الحديث فوائد:

 

 الفائدة الأولى

     المعروف: هو ما عرف بالشرع أنه من الخير؛ فيدخل في عموم هذا الحديث ما لا يحصى من الأعمال الصالحة التي ينبغي على المسلم أن يحرص على فعلها بنفسه، أو الإعانة على فعلها بنفسه أو بماله أو برأيه أو بولده أو بخادمه أو بغير ذلك من الوسائل؛ إذ كل ذلك من المعروف الذي يشمله هذا الحديث.

 

الفائدة الثانية

     ينهى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم عن التقليل من شأن المعروف، أيًّا كان مقداره؛ فإن الله تعالى يحب المعروف كله قليله وكثيره؛ فلذلك ينبغي للمسلم أن يحرص على فعل المعروف بجميع أنواعه ولا يحتقر منه شيئًا، فلربما كانت نجاته في عمل يسير؛ فعن عدي بن حاتم رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة))؛ متفق عليه (2).

 

الفائدة الثالثة

     العمل اليسير من المعروف قد يكون كبيرًا عند الله عز وجل، وذلك بحسب ما قام بالعمل أو العامل من الأحوال، فلربما عظُم العمل بسبب النية الصالحة؛ كما قال عبدالله بن المبارك - رحمه الله تعالى -: رُبَّ عمل صغير تعظِّمه النية، ورُبَّ عمل كبير تصغِّره النية (3)، أو لأن ذلك غاية ما يستطيعه العامل، أو لأنه آثر به مع حاجته، ولربما كان سبب التعظيم ما قارنه من شدة حال العمل، كما لو كان العمل متعلقًا بشدة حاجة الشخص، أو كان زمن أو موضع حاجة، أو بسبب قرابة محتاج ونحو ذلك؛ فإن العمل في مثل هذه الأحوال يتضاعف ويعظم أجره عند الله عز وجل؛ قال الله تعالى: ﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ البلد: 11 – 16 .

 


(1)          رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء 4/ 2026 (2626)، وقوله: ((طلق)) يعني: منبسطًا مبتسمًا.

(2)          رواه البخاري في كتاب الرقاق، باب من نوقش الحساب عُذِّب 5/ 2395 (6174)، ومسلم في كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار 2/ 703 - 704 (1016) .

(3)          جامع العلوم والحكم 1/ 13، وسير أعلام النبلاء 8/ 400.




فوائد من حديث ويل للأعقاب من النار

 

     عن عبدالله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال: تخلَّف النبي صلى الله عليه وسلم عنا في سَفْرة سافرناها، فأدركنا وقد أرهقنا العصر، فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا (وفي لفظ: وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء)، فنادى بأعلى صوته: ((ويلٌ للأعقاب من النار)) مرتين أو ثلاثًا؛ متفق عليه(1).

 

   يتعلق بهذا الحديث فوائد:

 

 الفائدة الأولى

        يجب على المتوضئ أن يسبغ الوضوء على جميع الأعضاء الواجب تطهيرها، فيجب عليه أن يتفقد عقِبَيْ قدميه، ومرفقيه، وما بين أصابع يديه وقدميه، ويزيل ما قد يعلق بها مما يمنع وصول الماء إلى البشرة؛ كالأصباغ ونحوها؛ وذلك لأن الوضوء لا يتم إلا إذا طهَّر أعضاءه كما أمره الله تعالى، ومن ترك شيئًا من أعضاء الوضوء فإنه لم يتوضأ كما أمره الله تعالى؛ ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من ترك بعض أعضاء الوضوء، وبخاصة العقِب، وهو مؤخَّر القدم.

 

الفائدة الثانية

     من ترك شيئًا من أعضاء الوضوء لم يصح وضوؤه، فإن طال الفصل وجب عليه إعادة الوضوء من أوله؛ مراعاة للموالاة بين أعضاء الوضوء، وإذا لم يكن قد طال الفصل وجب عليه أن يغسل العضو المتروك، ثم ما بعده؛ مراعاة للموالاة والترتيب بين أعضاء الوضوء، ومما يدل على ذلك حديث صاحب اللمعة، وهو ما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رجلًا توضأ فترك موضع ظُفُر على قدمه، فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ارجع فأحسن وضوؤك))، فرجع ثم صلى؛ رواه مسلم(2).

 

الفائدة الثالثة

    دل الحديث على أنه لا يجزئ مسح القدمين إذا لم يكن عليهما جوربان، خلافًا للشيعة الذين يكتفون بمسحهما وهما بغير جوربين، قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى عقب إخراج هذا الحديث من رواية أبي هريرة رضي الله عنه مختصرًا: وفقه هذا الحديث أنه لا يجوز المسح على القدمين إذا لم يكن عليهما خفان أو جوربان؛ انتهى(3)، وقد بوَّب عليه الإمام البخاري رحمه الله تعالى فقال: باب غَسْل الرِّجلين، ولا يمسح على القدمين.

 


(1) رواه البخاري في كتاب الوضوء، باب غسل الرجلين ولا يمسح على القدمين 1/ 72 (161)، ومسلم في كتاب الطهارة، باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما 1/ 214 (241)، والرواية المشار إليها منه.

(2) رواه مسلم في كتاب الطهارة، باب وجوب استيعاب جميع أجزاء محل الطهارة 1/ 215 (243).

(3) سنن الترمذي 1/ 59 على الحديث رقم (41).



فوائد من حديث أفشوا السلام بينكم

 

     عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم))؛ رواه مسلم(1).

 

  في هذا الحديث فوائد منها :

 

       الفائدة الأولى

        قد شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لنا تحية تميزنا عن غيرنا، ورتب على فعلها الثواب، وجعلها حقًّا من حقوق المسلم على أخيه، فتحولت التحية من عادة من العادات إلى عمل يفعله العبد تقربًا إلى الله تعالى، واستجابة لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، فلا ينبغي أن تبدل هذه التحية العظيمة بعبارات أخرى لا تؤدي ما تؤديه تحية الإسلام المباركة(2)، مثل: صباح الخير، أو مساء الخير، أو مرحبًا، أو غير ذلك، مما قد يستعمله بعض الناس جهلًا أو إعراضًا، مكتفين به عن السلام المشروع(3)، وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على السلام، والتأمين))؛ رواه ابن ماجه، والبخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح(4).

 

الفائدة الثانية

    تحية الإسلام الكاملة هي: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، وأقلها: (السلام عليكم) (5) ، وكل جملة منها بعشر حسنات، وهي ثلاث جُمَل، فمن جاء بها كاملة فله ثلاثون حسنة؛ فعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عشرٌ))، ثم جاء رجل آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه، ثم جلس، فقال: ((عشرون))، ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، وجلس، فقال: ((ثلاثون))؛ رواه أبو داود(6).

 

الفائدة الثالثة:

     السنَّة إفشاء السلام وإظهاره وإعلانه بين الناس، حتى يكون شعارًا ظاهرًا بين المسلمين، لا تخص به فئة دون أخرى، أو كبير دون صغير، ولا من يعرف دون من لا يعرف؛ فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خيرٌ؟ قال: ((تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف))؛ متفق عليه(7)، وقال عمار بن ياسر - رضي الله عنهما -: ثلاثٌ من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسه، وبذل السلام  للعالم، والإنفاق من الإقتار(8).

 


(1) رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون 1/ 74 (54)، وما بين قوسين من رواية أخرى له في الموضع نفسه.

(2) انظر في بعض معانيها: كتاب أحكام أهل الذمة، لابن القيم 1/ 193 وما بعدها.

(3) للنووي - رحمه الله - كلام جيد حول هذا المعنى في كتاب الأذكار، أول باب مسائل تتفرع على السلام ص 224.

(4) رواه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب الجهر بآمين 1/ 278 (856)، وإسحاق بن راهويه في مسنده 2/ 540، وعنه البخاري في الأدب المفرد 1/ 342 (988)، ورواه ابن خزيمة 1/ 287 (574) مطولًا، قال البوصيري (مصباح الزجاجة 1/ 106): هذا إسناد صحيح، احتجَّ مسلم بجميع رواته، وقال المنذري (الترغيب والترهيب 1/ 194): إسناده صحيح.

(5)انظر: الآداب الشرعية 1/ 360.

(6) رواه أبو داود في كتاب الأدب، باب كيف السلام 5/ 379 (5195)، والترمذي في كتاب الاستئذان، باب ما ذكر في فضل السلام 5/ 52 (2689)، وقال: حديث حسن صحيح، وقال الحافظ في الفتح 11/ 6: إسناده قوي، وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية 1/ 260: بإسناد جيد.

(7)رواه البخاري في كتاب الإيمان، باب إفشاء السلام من الإسلام 1/ 19 (28)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب تفاضل الإسلام 1/ 65 (39).

(8)ذكره البخاري معلقًا بصيغة الجزم في كتاب الإيمان، باب إفشاء السلام من الإسلام (الفتح 1/ 82).



فوائد حديث إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة

 

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها(( .(1)

 

  من فوائد الحديث:

 

1-    الإيمان بقيام الساعة ، ووقوعها في وقت يعلمه الله سبحانه؛ قال سبحانه: ﴿ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ الأحزاب: 63، والآيات في ذلك كثيرة.

 

2 - الترغيب العظيم في اغتِنام آخر فرصة من الحياة.

 

3-  الترغيب في زرع ما ينتفع به الناس بعد الموت؛ ليجري أجرُه للإنسان، وتُكتَب له صدقته إلى يوم القيامة(2).

 

4-  ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل بالفسيلة، وهي: صغار النَّخل، ولا يلزم من ذلك أنه إذا كان بيد الإنسان شيء آخر غير الفسيلة أن يدَعه ولا يتصرف فيه.

 

5 -على المسلم ألا يتوانى في عمل الخير.

 

6- على المسلم أن يكون إيجابيًّا مُنتجًا، وفاعلاً في حياته ومجتمعه.

 

7-  الحرص على الوقت؛ فهو حياة الإنسان.

 

8-  التفاؤل والأمل، والتطلُّع إلى المستقبل بنظرة مشرقة.

 

9-  هذا الحديث أصل في التفاؤل.

 

10-  ديننا يدعو إلى العمل، وبذل الأسباب، وعدم الركون إلى العجز والكسل.

 

11- كلمة: "الغرس" توحي بالحركة والحياة الجديدة.

 

12- المبادرة بالأعمال الصالحة قبل انتهاء الأعمار وانقضائها.

 

13- حبُّ النبي صلى الله عليه وسلم الخير لأمَّته.

 

14- أنَّ قيام الساعة يكون فجأة.

 

15- اللحظة لها قيمتها في الحياة، وأنَّه لا يُستهان بها.

 

16-  العمل على قدر الاستطاعة.

 

17- دخول المرأة في الخطاب؛ فإن الغَرْسَ لا يختصُّ بالرجل وحده.

 

18- الثواب المترتب على أفعال البِرِّ في الآخرة يختص بالمسلم دون الكافر.

 

19- أفضلية الكسب باليد(3) .

 

20- أنَّ الإنسان إذا استحضر النية في أي عمل مباح فإنَّه يؤجر عليه؛ فالغرْس في الأرض عملٌ مباح، فإذا نوى الإنسان إعفافَ نفسِه، والنفقة على عياله، وأن يَنْفِيَ عن نفسه الفقر، أو يأكُلَ منه إنسان أو طير أو حيوان، فإنه يُثاب عليه.

 

21-  فيه الحث على غرس الأشجار والنَّخيل؛ ففي ذلك خير كثير، ولتبقى هذه الدار عامرة إلى آخرِ أمدِها المحدود المعلوم عند خالقها.

 

22-  كما غرَس غيرُك ما شبعتَ به، فاغرِسْ لمن يَجيء بعدَك(4)

 

23-  عدم الأنانية، وحبُّ الذات، ونفع الغير.

 

24-  أنَّ زراعة النَّخيل تكون بنوى التمر، وأفضله وأسرعُه إنباتًا يكون بزرع صِغار النخل، وهو الفسيلة.

 

25-  أنَّ الأمر في قوله صلى الله عليه وسلم: ((فليغرسْها)) للاستحباب، وليس للوجوب؛ بدليل قوله قبلها: ((فإن استطاع))

 


(1) مسند الإمام أحمد 3 / 183، 184، 191 مسند الطيالسي 2068، البخاري في الأدب المفرد رقم: 479.

(2)سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 1 / 38.

(3) من 17 - 19 مستفاد من: عمدة القاري؛ للعيني 12 / 155.

(4)  من 21 - 22 مستفاد من: التنوير شرح الجامع الصغير؛ للصنعاني 4 / 241.



شرح حديث ابن عباس رضي الله عنهما

شرح حديث ابن عباس رضي الله عنهما : إحفظ الله يحفظك

     عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات، وهو من المكثرين، ولُقِّب بترجمان ا...